زياد المعداوي
البريد الإلكتروني: ziad@influence-me.com
شهدت الأسابيع القليلة الماضية تخوفاً وسط الجمهور من خطر احتمالية حدوث جلطات دموية بسبب لقاح "أسترازينيكا". غير أنّ الشركة نفت الأسبوع الماضي هذه الادعاءات بعد فحص 17 مليون شخص تم تطعيمهم في أوروبا وبريطانيا العظمى. وفي وقتٍ لاحق، حظي بيان "أسترازينيكا" بدعم من قبل وكالة الأدوية الأوروبية. ومع ذلك، يدّعي العلماء النرويجيون أن أبحاثهم تدعم مخاوف الجمهور. وعليه، وبعد بعض الأخبار الإيجابية، عادت أسهم "أسترازينيكا" إلى المعاناة بسبب الضغط.
وفيما تمّ تداول أسهم "أسترازينيكا" بسعر 71 جنيه إسترليني للسهم الواحد في الشهر الماضي في بورصة لندن، إلّا أنّ قيمته انخفضت في مطلع شهر مارس إلى 67 جنيه إسترليني للسهم الواحد. وبعد تأرجح سعر أسهم الشركة صعوداً وهبوطاً خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفعت قيمة السهم الواحد إلى 72 جنيه إسترليني مطلع الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من اتخاذ وكالة الأدوية الأوروبية موقفاً مماثلاً وداعماً لشركة "أسترازينيكا" من حيث سلامة اللقاح، وتصريحها بأنّه لا يوجد دليل على أن اللقاح يمكن أن يسبب جلطات دموية، إلّا أنّ العديد من البلدان أعربت عن مخاوفها في هذا الشأن. وعلى الرغم من تعبير وكالة الأدوية الأوروبية عن ثقتها بفوائد اللقاح، إلّا أنّها أكّدت على قبولها لـ37 تقريراً عن جلطات دموية مرتبطة بلقاح "أسترازينيكا". وأكّدت الوكالة على أن التجارب السريرية لم تُثبت أي مضاعفات من هذا القبيل، كما أنّ حالات من الانسداد التجلّطي تُسجّل سنوياً لدى 1,000 شخص في الاتحاد الأوروبي. ومنذ نشر بعض الأخبار الجيدة، استجاب سهم "أسترازينيكا" بالتعافي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تدعم لقاحات "أسترازينيكا"، وتشير إلى التدقيق الذي أجرته اللجنة الاستشارية العالمية حول سلامة اللقاحات، والتي ناقشت هذه الشكوك خلال الأسبوع الماضي. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن فوائد هذا اللقاح تفوق أخطاره.
وعاود سهم "أسترازينيكا" انخفاضه بشكل طفيف، عقب الآراء والمعلومات المتضاربة التي تم نشرها الأسبوع الماضي. ومع ذلك، فعند مقارنة الأسهم على مدى عام واحد وخمسة أعوام، تبدو هذه الأرقام مطمئنة. ويُمكن أن تواصل أسهم "أسترازينيكا" ارتفاعها بعد أن تؤكّد السلطات العالمية على سلامة اللقاح للجمهور العام. ومن جهةٍ أخرى، يُمكن أن يؤدي ظهور المزيد من الأخبار السلبية إلى انخفاض الأسهم بشكل متكرر.
وعلى الرغم من أن الوضع الحالي لا يصبّ بمصلحة أسهم "أسترازينيكا"، إلّا أنه يجب ألّا يؤثر على دخل الشركة إذ أنّ "أسترازينيكا" لا تتوخّى الربح من بيع لقاحها خلال الجائحة. وستعتمد النتائج الاقتصادية على مبيعات منتجات المستحضرات الصيدلانية الأخرى التي توفّرها الشركة.
لو دو هوانج آنه، كبير المحللين لدى شركة "ألفو"