بروز فئة المستثمرين الشباب: كيف يُساهم الجيل زد في رسم معالم مستقبل التداول عبر الإنترنت

في زمن تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي ويزداد فيه الوعي المالي الشخصي، يبرز جيل جديد يعيد رسم ملامح المشهد الاستثماري بوتيرة غير مسبوقة. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة الأوسع من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتجه المستثمرون الشباب من جيل الألفية والجيل زد إلى دخول الأسواق المالية في سن مبكرة، متسلحين بالمعرفة، والتطبيقات الذكية، والطموح الجامح للتحكم بزمام مستقبلهم المالي. ما كان في الماضي حكرًا على نخبة من المحترفين المخضرمين أو الأفراد الأثرياء الأكبر سناً، بات اليوم مجالاً أكثر انفتاحًا وشمولًا، يستحوذ عليه الشباب بخفة حركتهم عبر المنصات الرقمية ورؤيتهم الطموحة.

لا يشكّل هذا التحول العميق مجرد ظاهرة أو موجة عابرة في عالم المال، إنما يمثّل ثورة حقيقية وجذرية في الطريقة التي يُنظر بها إلى المشاركة المالية والاستثمار. في صلب هذه الحركة الثورية يتلاقى ثلاثي فاعل: التكنولوجيا المتطورة، والتعليم المتجدد، وسهولة الوصول إلى المنصات الرقمية، لتشكّل معًا بيئة جديدة تمكّن جيل المستقبل من السيطرة على مصيره المالي. وعلى رأس هذه المسيرة الريادية في دولة الإمارات، تقف شركة "أوريانت فاينانس"، الوسيط الإلكتروني للتداول الذي يتخذ من دبي مقرًا له، والتي جمعت بين روح الابتكار والتجديد لتكون نقطة انطلاق لموجة جديدة من المستثمرين الطموحين.

وفي معرض تعليقه، قال السيد سراج خان، المدير العام لشركة "أوريانت فاينانس": "نشهد تحولًا زلزاليًا في ملامح المشاركين في الأسواق المالية، إذ لم يعد المستثمر الشاب متفرجًا سلبيًا، بل هو مشارك نشط يملك فضول التعلم وثقة اتخاذ القرار. نحن في ’أوريانت فاينانس‘ لا نعتبر هذا الأمر مجرد فرصة تجارية، بل مسؤولية كبرى؛ إذ نحرص على تقديم الأدوات، والموارد، وأنظمة الدعم التي تمكّن هذا الجيل من تجاوز تحديات السوق وتحقيق أهدافهم المالية بثقة واقتدار".

مع تحول عالم التداول إلى نموذج يرتكز على الهواتف الذكية ويقوده تدفق المعلومات، بات من الضروري أن تتطور المنصات المالية لمواكبة تطلعات المستخدمين الجدد. وقد تبنّت شركة "أوريانت فاينانس" هذا التحدي بروح استباقية، من خلال الاستثمار في مبادرات تركز على التعليم أولاً، وتبسيط منصة التداول الخاصة بها، وإطلاق ميزات سهلة وذكية تلبي احتياجات كل من المبتدئين والمستثمرين المحترفين. من دروس تعليمية مبسطة، إلى رؤى فورية حول تحركات السوق، مرورًا بأدوات متقدمة لإدارة المخاطر—جميعها مدمجة في المنصة بهدف إزالة الغموض عن عالم الأسهم، والمؤشرات، والسلع، وتمكين المستخدمين.

علاوة على ذلك، عززت شركة "أوريانت فاينانس" مؤخرًا من تفاعلها مع الجمهور من خلال توسّع ملحوظ في أنشطتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والندوات التفاعلية المباشرة، مما جعل التعلم المالي أكثر سهولة، وارتباطًا بالواقع الثقافي المتنوع لمجتمع الإمارات. وفي إطار تركيزها الواضح على رفع مستويات الثقافة المالية، أطلقت "أوريانت فاينانس" موارد تعليمية متعددة اللغات، إلى جانب خدمات دعم شخصية للعملاء تتماشى مع الخلفيات المتنوعة للمستثمرين الشباب، خاصة في دولة الإمارات ذات الأعداد الكبيرة والمتنوعة من المغتربين.  هذا التوجّه يضمن أن يشعر المستخدمون—وخاصة الجيل الشاب من الوافدين—بالثقة والقدرة على التنقل داخل الأسواق العالمية بخطى ثابتة ومعرفة راسخة.

يُعزى هذا التحول في جزء كبير منه إلى الواقع الاقتصادي الأوسع الذي يعيشه الجيل الشاب اليوم. فمع تزايد القلق من التضخم، وارتفاع تكاليف المعيشة، والرغبة المتنامية في تحقيق الاستقلال المالي، لم يعد الشباب يكتفون بالوظائف التقليدية ذات النمط الثابت من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً. بل أصبحوا يبحثون بجدية عن مسارات بديلة لتوسيع دخلهم وتحقيق طموحاتهم المالية. وفي هذا الإطار، يبرز التداول عبر الإنترنت كفرصة واعدة ومرنة—عندما تتمّ ممارسته بشكل مسؤول ومدروس— توفر إمكانيات نمو حقيقية وقابلة للتوسع. إنها ليست مجرد وسيلة لتحقيق الربح، بل منصة تمكينية تمنح المستثمرين الشباب القدرة على التحكم بمستقبلهم المالي.

لكن مع الفرص، تأتي المخاطر. وفي هذا السياق، يوضح السيد سراج خان: "نحن نُشدد دائمًا على أهمية التداول المسؤول. لا يقتصر هدفنا على فتح الأبواب فحسب، إنما على تقديم الإرشاد اللازم لضمان الاستدامة على المدى الطويل. ولهذا السبب، تضع منصتنا تركيزًا كبيرًا على التعليم، وإدارة المخاطر، ودعم العملاء".

ومع استمرار دولة الإمارات في تصدُّر مشهد الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية على مستوى المنطقة، يُتوقع أن يتسارع صعود جيل المستثمرين الشباب بشكل أكبر في السنوات القادمة. ومن خلال منصات رائدة مثل "أوريانت فاينانس"، التي تواكب التغيير وتتقدمه، يبدو مستقبل الاستثمار ليس فقط رقميًا، بل شبابيًا، واعيًا، وشاملًا.